عاش فلان في منطقته الوسطى يتابع صحفها، يتحدث مع نفس الأصدقاء من محيطه كل يوم، لم يغادر مدينته أو أصدقاءه ليتعرف على أبناء وطنه الآخرين المختلفين عنه ثقافيا وحتى مذهبيا!
ابتعث للغربة ضمن برنامج بلاده الوطني للابتعاث الخارجي، غادر محيطه ليلتقي بأشخاص مختلفين، ألقاب عائلية مختلفة، لهجات جديدة، وكل هؤلاء يتشاركون نفس أرض الوطن!
مضت الأيام سريعة أتى «احتفال اليوم الوطني» وزعت الدعوات، حضر السعوديون بجميع اختلافاتهم ليفرحوا بميلاد وطنهم الـ 86 في أرض بلاد الغربة والابتعاث.
اتخذ الحضور أماكنهم، التفت ذاك الشاب لشخص بجانبه يتحدث بلهجة مختلفة:
الشاب: مساء الخير.. كيف حالك، معك فلان من المنطقة الوسطى؟
الشاب الآخر: هلابك، معك عبدالواحد من الأحساء المنطقة الشرقية.
فلان يرد: من أهل الأحساء ياهلا، بس من أي جانب شين ولا سين؟
عبدالواحد: كلنا واحد، لكن أنا من «الشين»ـ وترا ما بيننا تفرقة في أرض الوطن بالحساء كلنا جيرة وعشرة عمر.
فلان: ماشاء الله الحكومة عطت فرص للجميع وصارت تبتعث «شيعة»؟
عبدالواحد: إيه يابن الحلال الحكومة وزعت فرص الابتعاث على الجميع بنفس المميزات، وترى كلنا عيال ديرة وحدة ومبتعثين على برنامج حكومتنا الرشيدة ولا حنا مثل الشرذمة اللي تشوفهم في الأخبار.
* يقطع الحديث صوت «السلام الملكي السعودي» يقف الجميع ليرددوا نشيدهم الوطني بكل فخر، ليخبروا الجميع أن وطنهم كريم، لايفرق بين سين وشين في منح الفرص للجميع ليعودوا متسلحين بالعلم ليعمروا وطنهم وينافسوا به الدول العظمى.
استمرت علاقة فلان مع عبدالواحد لمدة أكثر من ثلاث سنوات تخللها الكثير من النقاشات الفكرية عن جوانب الاختلاف، ساهم عبدالواحد وفلان في قيادة الأنشطة الطلابية التي تمثل وطنهم العزيز داخل جامعاتهم الأمريكية وليكونوا خير سفراء للوطن لايعترف بالتفرقة بين أبنائه.
تخرج فلان وعبدالواحد تحت برنامج «خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي»، ليعودوا ويعمروا وطنا سيبنى بسواعد أبنائه المختلفين في الأصول واللهجات والمذاهب المتفقين على الحفاظ على أرض وطنهم وعماره.
ختاما:
قامت المملكة بفتح البعثات للجميع من أبناء الوطن ولم تدخر جهدا في المساواة من حيث المميزات بين أبناء الوطن، ونعيش حاليا فترة تدشين «السعودية الجديدة» التي ستبنى بسواعد أبنائها وبناتها المختلفين في المذاهب، الألوان، وحتى الأصول. فالواجب علينا كشباب وشابات أن نتقبل الاختلافات ونزيل ترسبات الماضي لنتعايش جميعا، لنبني وطنا، نعمر أرضا.. لأن السعودية الجديدة تنتظر تكاتف الجميع.
ومضة:
لا تحكم على الآخرين من خلال السمع فقط!
malektail@gmail.com
ابتعث للغربة ضمن برنامج بلاده الوطني للابتعاث الخارجي، غادر محيطه ليلتقي بأشخاص مختلفين، ألقاب عائلية مختلفة، لهجات جديدة، وكل هؤلاء يتشاركون نفس أرض الوطن!
مضت الأيام سريعة أتى «احتفال اليوم الوطني» وزعت الدعوات، حضر السعوديون بجميع اختلافاتهم ليفرحوا بميلاد وطنهم الـ 86 في أرض بلاد الغربة والابتعاث.
اتخذ الحضور أماكنهم، التفت ذاك الشاب لشخص بجانبه يتحدث بلهجة مختلفة:
الشاب: مساء الخير.. كيف حالك، معك فلان من المنطقة الوسطى؟
الشاب الآخر: هلابك، معك عبدالواحد من الأحساء المنطقة الشرقية.
فلان يرد: من أهل الأحساء ياهلا، بس من أي جانب شين ولا سين؟
عبدالواحد: كلنا واحد، لكن أنا من «الشين»ـ وترا ما بيننا تفرقة في أرض الوطن بالحساء كلنا جيرة وعشرة عمر.
فلان: ماشاء الله الحكومة عطت فرص للجميع وصارت تبتعث «شيعة»؟
عبدالواحد: إيه يابن الحلال الحكومة وزعت فرص الابتعاث على الجميع بنفس المميزات، وترى كلنا عيال ديرة وحدة ومبتعثين على برنامج حكومتنا الرشيدة ولا حنا مثل الشرذمة اللي تشوفهم في الأخبار.
* يقطع الحديث صوت «السلام الملكي السعودي» يقف الجميع ليرددوا نشيدهم الوطني بكل فخر، ليخبروا الجميع أن وطنهم كريم، لايفرق بين سين وشين في منح الفرص للجميع ليعودوا متسلحين بالعلم ليعمروا وطنهم وينافسوا به الدول العظمى.
استمرت علاقة فلان مع عبدالواحد لمدة أكثر من ثلاث سنوات تخللها الكثير من النقاشات الفكرية عن جوانب الاختلاف، ساهم عبدالواحد وفلان في قيادة الأنشطة الطلابية التي تمثل وطنهم العزيز داخل جامعاتهم الأمريكية وليكونوا خير سفراء للوطن لايعترف بالتفرقة بين أبنائه.
تخرج فلان وعبدالواحد تحت برنامج «خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي»، ليعودوا ويعمروا وطنا سيبنى بسواعد أبنائه المختلفين في الأصول واللهجات والمذاهب المتفقين على الحفاظ على أرض وطنهم وعماره.
ختاما:
قامت المملكة بفتح البعثات للجميع من أبناء الوطن ولم تدخر جهدا في المساواة من حيث المميزات بين أبناء الوطن، ونعيش حاليا فترة تدشين «السعودية الجديدة» التي ستبنى بسواعد أبنائها وبناتها المختلفين في المذاهب، الألوان، وحتى الأصول. فالواجب علينا كشباب وشابات أن نتقبل الاختلافات ونزيل ترسبات الماضي لنتعايش جميعا، لنبني وطنا، نعمر أرضا.. لأن السعودية الجديدة تنتظر تكاتف الجميع.
ومضة:
لا تحكم على الآخرين من خلال السمع فقط!
malektail@gmail.com